في صباح يومٍ باكرٍ وبينما كنت أتجول في حديقتنا وأتنقل ببصري بين زهرها ..واذكر الله على جميل ما أبدع به ..الصورة رائعة ولا يسعني وصفها بما لدي من قليل المعاني ..
لكن لعل سبحان الله الخالق تجزي الوصف ..
الصورة رائعة صباح ظلله السكون إلا من زقزقة العصافير احسب أنها مسبحة بحمد الله وشكره
الشمس رويداً رويداُ تعلو في سماء, لونت بلون ازرق شفاف ..لتنشر أهدابها في أفق مد للبصر ..من غير انتهاء ..لونت صفحة زرقاء بلون اصفر مائل للبرتقالي الخفيف ..فكان مزيجاً من الألوان المتجانسة فسبحان من خلق وأبدع بالخلق !
لم افتقد من إزهاري ومكونات ما اعتدت من صور الفتها في هذا المكان الرائع ..ألا صوت فريد كان يطربني بشجوه كل صباح ..رقة النغم كانت تعلو فوق كل نغمة يصدرها حثيث شجر أو صفير ريح أو حتى غثاء أغنام تمر قرب الدار..
صوت بلبل اعتدت إن أرى جناحيه يلوحان لي بين سعف النخل المظلل للحديقة عند السياج ..
في قلبي حيرة وفقد له ..لِمَ لم اسمع صوته ..؟!
للأسف نفتقد الكثير من الناس ومن إلفنا أن نلقاه في شارعٍ أو مكانٍ ما ونحن نمر بهم كل صباح أو مساء
ولكن نبقى عاجزين عن البحث عنهم ذاك أن لم يجمعنا بهم غير رفقة طريق لا تكاد تعلمنا أو تنفعنا للبحث عنهم وقد يكون تقصيراً منا إذ لم ندرك غيابهم ونشعر بفقدهم إلا بعد فوات الأوان
وهذا ما حصل لطيري العزيز أدركت فقده بعد فوات الأوان
وأنا ابحث عنه بنظري بين سعف النخيل المتهدل ..وكان نظري يطمح لما فوق السعف
وجدت ضالتي تحت جذور شجرة الليمون ..لم يبقى منه شيء غير بقايا جناحيه , ريش بلون اصفر شاحب ملوث بالدماء!!
لم أكن بحاجة لتفسير لما حصل ..الطبيعة تفرض نفسها وتقول كلمتها الأخيرة لنا ..البقاء والصراع لأجل البقاء. سنة كونية تجري على الجميع ولا يشفع للضعفاء حلو شدوهم ولا رائع عملهم ..وطيبة قلوبهم ..ولا صفاء سرائرهم, ولا جمال شوه بغيابهم .القوة لها الغلبة غالباً.
فهذا ما حصل للطير المغرد ..ويحصل للكثير من الكائنات .
تركت بقايا الريش المتناثر ولملت دمعٍ ضعيف, فهذا كل ما جدت به على طيري الجميل وسكبتها ها هنا كلمات بحق هذا المخلوق الرقيق