هناك أشخاص في الحياة يوجدون لحياتنا لذةً وأريجاً..
وطعماً رائعاً ولوناً فريداً..
ارتبطت نبضاتنا بنبضاتهم.. ما أن تخفق هناك حتى يسرى رحيق الحياة في عروقنا..
سعادتنا هي أن يكونوا سعداء.. فإذا كانوا سعداء فإنّا نعيش السعادة..
وعندما تتعكر أمزجتهم فإن سماء حياتنا تتلبد هماً وضيقاً..
نشعر بهم.. بآلامهم.. بهمومهم..
فتحل بحياتنا عواصف ثلجية تنثر أكفانها البيضاء على حقولنا الخضراء..
وتتحرك جيوش الهموم معلنة الحرب على ديارنا الآمنة المستقرة..
وعندما يجفو الأحبة يحل بنا الخريف.. فتجدب حياتنا.. وتجف وريقات نبضنا معلنة السقوط..
فتصبح حياتنا أغصاناً وأعواداً جرداء.. عاريةً باهتةً تتأرجح يمنة ويسرة أمام عواصف المحن..
وتتوقف كل ينابيع الحياة الدفاقة بالعطاء..
ويحل الجفاف والقحط وتموت محاصيل الإخاء.. بعد طول انتظار وعناء..
إنها لحظات عابرة..
للحياة ناثرة..
وللقلب حارقة ساعرة..
ولكن..
على الرغم من تلك اللحظات المؤلمة..
فإن ليل الهم سينزاح.. وينقشع..
ويتنفس فجر جديد.. بوجه مشرق يشع..
فقم يا قلبي..
قم وسر مع الفجر الوليد..
وارفع صوتك مترنماً بأحلى نشيد..
سابق الطيور.. إلى تلك القمم..
واطرح على الهضاب زنابق الشوق
لأحبة القلب..
وارسم على شواطئ الحب قلباً متيماً يعانق دفء أحضان البحار..
يرمق بحرقة قارب الإخاء القادم بعد رحلة العناء..
المحمل بهدايا السفر والترحال..
ودروس في المحبة والعطاء..
ورسالة تتضوع عطراً ومسكاً..
حملت بين أسطرها آيات من رب السماء..
{ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }
حار القلم واحتار..
وترنحت الأسطر يمنة ويسار..
وفاض الوجد..
وذاب القلب من شدة الانصهار..
واشتد الشوق لجنة المأوى خير منزل ونعم القرار..
وتقبلوا تحياتي..